قَصِّرنَ التنّورة... ارفَعْنَ نسب المشاهدة!

قَصِّرنَ التنّورة... ارفَعْنَ نسب المشاهدة!




سادت، منذ زمن، عبارة "الجمهور عاوز كده" للتغطية على الترويج لما يفتقد للمستوى المطلوب غنائيّاً. وهكذا، يصبح الجمهور متّهماً بأنّه يهوى الهابط ويفضّله على الفنّ اللائق والأصيل. وقد شهدنا، في مراحل سابقة، موجات غنائيّة عاشت لسنوات قليلة ثمّ غابت. لم نعد نسمع في هذه الأيّام، مثلاً، بماريا ودانا ومروى، وتراجع حضور دومينيك وأخريات شغلن الإعلام لفترة بصورهن الجريئة وأغنياتهنّ المبتذلة و"كليباتهنّ" التي تسوّق لغير الفنّ. ولكن، يبدو أنّ لكلّ زمنٍ لبنانيّ علامات انحطاطه الغنائي. لم يعد يكفي ميريام كلينك لقب عارضة أزياء، وهي كانت من الأفضل لبنانيّاً في هذا المجال، فاتّجهت لتمارس ما لا صلة لها به. أصبحت كلينك مغنية، وباتت تصوّر الأغنيات، وقد تحلّ في المستقبل كعضو في لجنة تحكيم لاختيار المواهب الغنائيّة. أمّا رولا يموت فأغرتها شهرة شقيقتها هيفاء وهبي، فقرّرت أن تضيف على شهرةٍ حصدتها من خلال صور العريّ على مواقع التواصل الاجتماعي، مهنة المغنية، فأتى عري الصوت أكثر فداحةً من عري الجسد. وهناك من أطلق على رولا لقب "ملكة الإغراء"، وأصبحت تُكرّم في الحفلات ويُستعان بها للترويج لماركات إعلانيّة شهيرة، مستخدمةً، لهذه المهمّة، ما قلّ وكشف من الثياب. آخر الظواهر وأحدثها، وربما أسوأها، هي ريما ديب. السيّدة الجنوبيّة "المتزوّجة" قرّرت أن "تنطلق" فنيّاً، وأن تفجّر مواهبها على حسابنا آذاننا وأعيننا، فرقصت وغنّت وخفّفت من ثقل الثياب، من دون أن توفّق في أيٍّ من هذه. فنّ رخيص ورقصٌ مبتذل، و"فوق الدكّة" تعطينا "سندريلا الغناء الجديدة" دروساً في الفنّ والأخلاق عبر فيديوهات تعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي. لعلّ "المغنيات"، ولا يفوتكم استخدام الكلمة بين مزدوجين، يملكن الحريّة في التقاط الصور الفاضحة، والمتزوّجة منهنّ يجب أن يحاسبها "زوجها" على ذلك، وربما يحقّ لهنّ أيضاً أن يجرّبن حظّهنّ في الغناء. الأسوأ من ذلك كلّه أن "تركض" البرامج التلفزيونيّة وراء تفاهة ما تقدّمه ريما ديب مثلاً لتحلّ ضيفةً على شاشتها بحجّة رفع نسبة المشاهدين. من قال إنّ النفايات في لبنان على الطرقات فقط؟ تأمّلوا بعض البرامج وبعض المقدّمين من عبّاد نسبة المشاهدين، فرائحة هؤلاء "طالعة" أيضاً...

Enregistrer un commentaire

0 Commentaires